محمد بن زايد يطالب جيل اليوم التأسي بمن مهدوا لنا طريق الخير والأمن والرخاء وأكد أن تاريخ الإمارات موغل في القدم – صور

موقع الطويين : البيان

أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ان تاريخ الإمارات العربية المتحدة لم يبدأ بقيام الاتحاد قبل 41 عاماً بل هو موغل في القدم منذ مئات السنين حسب ما ترويه المصادر التاريخية لسير الأجداد والآباء الذين عاشوا في المنطقة وتم اكتشاف قبورهم ومقتنياتهم الأثرية ومواقع عيشهم.

وتحدث سموه عن التضحيات الجسام التي قدمها الأجداد والأسلاف والتي كانت يومها أصعب من مرحلتنا هذه نظراً لشح الموارد وندرة المصادر وقسوة الحياة وشدة الظروف الا انهم بذلوا نفوسهم وأرواحهم في سبيل حفظ الأرض وستر العرض ..مطالباً سموه جيل اليوم بالتأسي والاعتبار بذلك الرعيل الذي مهد الطريق لما ننعم به اليوم من خير وأمن ورخاء.

جاء ذلك لدى زيارة سموه التفقدية أمس إلى كلية زايد الثاني العسكرية بالعين وذلك في إطار احتفالات الدولة بعيدها الوطني الواحد والأربعين.

التحديات والأخطار

وتناول سموه في حديثه مجمل التحديات والأخطار التي تواجه المنطقة ..مؤكداً أهمية العمل بكل جد وإخلاص لخدمة الوطن والاستعداد الدائم للتصدي لكافة التهديدات والأخطار المحدقة لاسيما في هذه الفترة من عمر الدولة التي اكتسبت فيها احترام وتقدير العالم بفضل صناع مجدها ..القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، واخوانه حكام الامارات الآباء الرواد، طيب الله ثراهم.

وقال سموه موجهاً حديثه الى ابنائه المرشحين ” إن لكل مرحلة تحدياتها ونحن قادرون بأمثالكم من أصحاب الهمم العالية والعزائم الصادقة أن نحقق المستحيل لخدمة ورفعة الوطن الغالي” ..مؤكداً سموه أن قافلة الخير ومسيرة العطاء ماضية إلى الأمام ولا يمكن أن تشكل الأصوات والمواقف المغرضة أي عقبة في طريق تقدم هذا الوطن الغالي المفدى.

مواقف زايد

واستذكر سموه مواقف للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان في نهايات الخمسينات قبل توليه قيادة الامارات تنم عن رؤية ثاقبة ونظرة بعيدة ملؤها حب الخير لأهل وابناء هذه المنطقة ليس لـ 50 سنة مقبلة بل لمئات السنين القادمة عمادها الانفتاح والتسامح وتبني المبادرات الخيرة والتي من شأنها جلب المنفعة والفائدة لسكان البلاد وأبناء الوطن حتى لو أتت من الذين يخالفوننا في الدين والمعتقد والعرق.

وهنأ سموه الجميع بحلول ذكرى اليوم الوطني الـ 41 ..معرباً عن سعادته برؤية هذه الوجوه الطيبة وبالتحدث معها في اجواء احتفالاتنا بهذا اليوم الذي يحمل في طياته قصة كفاح وصبر وعزيمة وارادة قيادة فذه لم تهدأ حتى انجزت ما وعدت به وحتى أصبحت الأحلام حقائق ماثلة للعيان ..وقال سموه ” أطالبكم بنقل سلامي وتحياتي الى الأهل والوالدين .. واعتزازنا بدورهم في رعاية وتربية أمثالكم”.

كما اكد سموه اعتزازه بدور كلية زايد الثاني العسكرية واسهاماتها المشهودة طوال اكثر من اربعة عقود في رفد قواتنا المسلحة بالكوادر والكفاءات العسكرية المؤهلة والمتفانية في خدمة الوطن والذود عن حياضه وصون منجزاته ومكتسباته ..متطلعا سموه الى مزيد من العطاء والبذل بما يمكن قواتنا المسلحة من أداء واجبها الوطني بكل جدارة واقتدار في ظل دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

مراسم الاحتفال

وكان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد وصل صباح أمس الى كلية زايد الثاني العسكرية بالعين يرافقه سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان رئيس هيئة طيران الرئاسة وعدد من كبار المسؤولين، حيث كان في استقبال سموه الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة واللواء ركن سالم هلال سرور الكعبي قائد كلية زايد الثاني العسكرية وعدد من كبار القادة في الكلية الذين رحبوا بزيارة سموه.

وبدأت مراسم الاحتفال بعزف السلام الوطني بعدها استعرض سموه طابور العرض ثم أدى المرشحون من دورتي 37 و 38 ودورة الجامعيين 30 ومرشحي الدورة المستجدة المشتركة التاسعة استعراضاً عسكرياً ميدانياً عكس مهارات وقدرات المرشحين في فنون المشاة العسكرية بعدها تقدمت مجموعات مختلفة من المرشحين تعكس ملامح وبرامج التدريب التي يتلقاها المرشحون للتعامل وتأدية المهام في مختلف التضاريس والظروف والمناخات المختلفة.

وعقب ذلك هتف المرشحون ثلاثاً بحياة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ثم استأذن قائد الطابور من سمو ولي عهد أبوظبي بالانصراف من الميدان.

تاريخ إنشاء الكلية

بعد ذلك قدمت قيادة الكلية شرحاً موجزاً عن تاريخ إنشاء الكلية والذي يرجع الفضل بإنشائها الى الفكر الثاقب للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بغية تخريج دفعات ترفد قواتنا المسلحة بالكوادر المواطنة المسلحة بالعلم والمعرفة والقادرة على التفاعل مع احدث العلوم العسكرية .. كما تم استعراض اهداف الكلية وبرامجها التدريبية والتي تطورت بشكل ملحوظ منذ تأسيس الكلية الى الآن بفضل دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، والمتابعة الحثيثة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يحرص على ان تكون مناهجها وفق أعلى المعايير العالمية والحديثة في هذا المجال ولتصبح هذه الكلية واحدة من أعرق الكليات في العالم تحقيقاً لرؤية القيادة الحكيمة في تحقيق الريادة على المستوى العالمي من خلال تأهيل ضباط بعقلية احترافية وقدرات مميزة لخدمة الوطن المفدى.

وبعد انتهاء العرض العسكري تم التقاط الصور التذكارية الجماعية مع مدربي كلية زايد الثاني العسكرية.

معرض الصور

وقام سموه بعد ذلك بجولة في متحف الكلية الذي اشتمل على معرض للصور تحكي مراحل تطور كلية زايد الثاني العسكرية منذ نشأتها عام 1972 حتى اليوم إضافة إلى صور عن أبرز الشخصيات والضيوف الذين زاروا الكلية .. كما اطلع سموه على نماذج من الكتب والمراجع العسكرية التي كانت تدرس خلال مرحلة مسيرة الكلية إضافة إلى نماذج من بدلات التخريج التي كان يرتديها مرشحو كلية زايد الثاني العسكرية منذ أول دفعة لها حتى الآن.

بعدها انتقل سموه والحضور إلى الطاولة الرملية وهي مجسم يمثل طبيعة ارض المعركة ومسرح العمليات معا واستمع سموه إلى أوامر قائد فصيلة المشاة لتنفيذ العمليات العسكرية.

بعدها استقل سموه ومرافقوه وكبار قادة القوات المسلحة حافلة أقلتهم الى الميادين الخارجية، حيث تفقدوا برامج التدريب والأنشطة الرياضية التي تهدف الى رفع اللياقة البدنية وإعداد شخصية المرشح للتعامل مع مختلف الأوضاع والظروف.

كما شاهد سموه عمليات الحركة والتقدم للأمام باستخدام الذخائر الحية والأسلحة الخفيفة.

بعدها انتقل سموه والحضور إلى ميدان الرماية واستمعوا إلى إيجاز عن الرمايات المقررة لدورات المرشحين على مختلف صنوف الأسلحة وشاهدوا تطبيقاً عملياً في رماية تدريبية لإحدى دورات المرشحين.